مقابلة الرئيس علي ناصر محمد مع الأستاذ عبدالله علي العليان

16/06/2005

مقابلة الرئيس علي ناصر محمد

مع الأستاذ عبدالله علي العليان

 

 

س 1_ نود في البداية أن تلقوا الضوء على جهود المركز العربي للدراسات الإستراتيجية ، وما حققه حتى الآن من أهداف في هذا المجال ؟

ج  1_ المركز العربي للدراسات الإستراتيجية مركز بحثي مستقل يهتم بقضايا الوطن العربي ومستقبله وقد تأسس في عام 1995 في دمشق وله فروع في كل من القاهرة واليمن والإمارات العربي ويقوم بالعديد من الأبحاث والدراسات التي تصدر في سلاسل، كما يصدر الكتب المتخصصة ويقيم الندوات وحلقات النقاش إضافة إلى المؤتمر الذي يعقده سنويا في إحدى العواصم العربية ويتناول فيه إحدى القضايا الكبرى التي تمس مستقبل الأمة والوطن العربي .. ونحن مسرورون مما حققناه حتى الآن حيث أصبح المركز يحظى بمصداقية في دراساته وأقام شبكة من الاتصالات مع مثقفي الوطن العربي وعلاقات تشمل مختلف مراكز الأبحاث والدراسات ويرفع نتائج عمله وتصورات المفكرين العرب إلى القيادات العربية للاستفادة منها وكل ذلك يتم بالتنسيق والتعاون مع جامعة الدول العربية .

 

س 2_ للمركز العربي علاقات تعاون مع العديد من المراكز والمؤسسات البحثية في العالم العربي والأجنبي.. ما هي مجالات التعاون القائمة بينكم وبين هذه  المؤسسات ؟ وماذا تحقق من هذا التعاون ؟

ج  2_ استطاع المركز العربي أن يؤسس علاقات تعاون مع العديد من مراكز الدراسات والبحوث وقد بدأنا نشاطنا هذا بالتعاون الوثيق مع جامعة الدول العربية باعتبارها بيت العرب ووقعنا بروتوكول تعاون مع إدارة المعلومات والتوثيق وهكذا فإننا نعقد مؤتمرا سنويا بالتعاون مع الجامعة العربية ولدينا تعاون مثمر مع مركز الدراسات الإستراتيجية  في دولة الإمارات العربية وتعاون جيد مع المجمع الثقافي في أبو ظبي وجامعة عجمان ، وكذا بالمثل مع مركز دراسات استشراف المستقبل في قطر وفي مصر العربية فان تعاوننا يشمل العديد من المؤسسات مثل مركز دعم القرار التابع لمجلس الوزراء ومعهد دراسات الوحدة العربية ومركز دراسات الأهرام ومركز الدراسات السياسية في جامعة القاهرة ومركز دراسات الشرق الأوسط ولدينا بروتوكول تعاون مع مؤسسة التميمي في تونس ومركز دراسات البحر الأبيض المتوسط في ليبيا وفي الأردن وقعنا بروتوكولات تعاون مع العديد من المؤسسات كالمعهد الدبلوماسي ومؤسسة آل البيت ومركز دراسات الأردن الجديد وفي اليمن نتعاون بشكل وثيق مع جامعة عدن وعدد من المؤسسات .. إضافة إلى التعاون مع المؤسسات الإقليمية كمنظمة الإسكوا التي عقدنا مؤتمرنا الثالث بالتعاون معها في بيروت وكذلك المكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو في الدوحة حيث عقدنا بالتعاون معهم حلقة نقاش موسعة في رأس الخيمة ….وحاليا نعمل على عدد من المشاريع والبرامج مع منظمة الحماية الفكرية ( WIPO) في جنيف وكذلك منظمة اليونسكو في باريس .

 

س 3 _ ما هي أهم محاور المؤتمر الذي انعقد مؤخرا في دمشق ؟

ج   3 _ مؤتمرنا السنوي الرابع عقد في العاشر من أبريل هذا العام تحت عنوان "التحولات العالمية وأثرها على مستقبل الوطن العربي في القرن الحادي والعشرين " وأهتم المؤتمرون بتحليل التحولات العالمية الحادثة في البيئة الدولية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتحليل أثارها وتداعياتها على البلاد العربية ، والسياسات التي اتخذتها الدول العربية للتعامل مع تلك التحولات وذلك من خلال العديد من  المحاور منها في الجانب السياسي اتجاهات التحولات السياسية الدولية سواء هيكل النظام العالمي ومدى استمرارية النظام أحادي القطبية واحتمالات التعددية فيه أو التحولات الدولية وتأثيراتها على دور الدولة في ظل العولمة وأشكال قيامها بهذا الدور وانعكاساتها بالنسبة للوطن العربي وآفاق عملية التطور الديمقراطي وأشكالها المختلفة وهنا خصص محور لآفاق تأسيس استراتيجية سياسية عربية في القرن الجديد . أما في الجانب الاقتصادي فركز المؤتمر على التحولات الاقتصادية من منظور العولمة وخبرات النمو الاقتصادي السريع في دول شرق آسيا ، وكذلك صناعة القرار الاقتصادي الدولي وتصاعد قوة المضاربين والشركات الدولية والبنوك في مقابل الدول وتأثير ذلك على اقتصاديات الدول النامية كما كان هناك محور حول الخصخصة ومتطلبات التنمية والتوزيع والعدالة الاجتماعية … أما على الصعيدين الثقافي والاجتماعي  فقد نوقشت قضية الاتجاه نحو الخصوصيات الثقافية في مواجهة الثقافة الكونية وسبل الحفاظ على الخصوصيات الثقافية والهوية القومية من منظور العلاقة بين الثقافات ومدى حتمية الصدام بينهما كما يدعي البعض وكذلك أثر التحولات على التركيب الاجتماعي في الوطن العربي .

 

س 4 _ أصدر المركز العربي العديد من الكتب والأبحاث منذ نشأته كما علمنا ..ماهي الكتب التي صدرت عن المركز ؟ وما هو المنتظر القادم في هذا الصدد ؟

ج   4 _ أصدر المركز العربي العديد من الكتب منها :- إعداد الوطن العربي للقرن الحادي والعشرين _ القومي والقطري في الفكر والممارسة _ حركة القوميين العرب، النشأة ، التطور ، المصير _ فلسطين بين الماضي والحاضر والمستقبل _ نحو مشروع للنهضة العربية في القرن الواحد والعشرين … كما أن المركز يهتم حاليا بدراسة معمقة لنشأة الحزب السياسي في العالم العربي وتطوره وآفاقه المستقبلية وضمن هذا الإطار أصدرنا القسم الأول من هذه السلسلة أو العمل الموسوعي إن جاز التعبير وهي من جزأين عن "الحركات والأحزاب الإسلامية " في حوالي (1700) صفحة كما سيصدر القسم الثاني من السلسلة أيضا في جزأين خلال هذا العام حول " الأحزاب القومية " وهو معد الآن للطباعة ونعمل حاليا على القسمين الثالث والرابع حول الأحزاب اليسارية والأحزاب الليبرالية في العالم العربي .. ونأمل من الانتهاء منهما خلال العام القادم ، وهكذا ترون أن هذا الجهد عمل منهجي يسعى لدراسة وتقييم التجربة العربية في هذا المضمار .. إضافة إلى إصداراتنا من الكتب الأخرى التي تأتي كمحصلة لندواتنا ومؤتمراتنا وخططنا العلمية المختلفة.

 

س 5 _ يصدر المركز العربي العديد من المطبوعات والدراسات والملفات مثلا : ترجمات استراتيجية _ قضايا راهنة _ قضايا خليجية _ ماهي الموضوعات التي تتناولها هذه الدراسات والمطبوعات ؟ ولماذا لا نجد لها رواجا ضمن المطبوعات العربية على نطاق واسع ؟

ج   5 _ تناولت سلسلة " قضايا إستراتيجية " رؤية المفكرين العرب في القضايا الإستراتيجية التي تواجه الأمة وأمنها القومي وتناولت "ترجمات إستراتيجية" رؤية مراكز الدراسات والمفكرين الأجانب لواقع أمتنا وإستراتيجياتهم تجاهنا وهذه بعض عناوين تلك الدراسات للتعرف على مواضيعها واهتماماتنا :- تحولات المجتمع الإسرائيلي _ جيوش الشرق الأوسط وتحديات القرن 21 _ مستقبل العنف في العالم العربي _ العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل _العولمة وانعكاساتها على الوطن العربي _ وفي الترجمات :- صراع الهويات في العالم العربي _ الشرق الأوسط على حافة الهوية _ النزاعات الحدودية العربية _ الجذور الاقتصادية لعدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط .

أما سلسلة "قضايا راهنة " فقد عنيت بالهم الثقافي والاجتماعي وقضايا الهوية وبحثت في قضايا مثل _ الإستراتيجية السياسة العربية ومشكلات النظام التعليمي العربي و الثقافة الراهنة ومسائل الأمن الهوية والتغيير وقضايا المجتمع المدني. أما سلسلة "قضايا خليجية " فاهتمت بالشأن الخليجي وأمنه وعلاقاته بجواره مثل :-أمن الخليج ، محددات وأنماط تأثير العامل الدولي _الأمن والاستقرار في منطقة الخليج - انخفاض أسعار النفط وأثره على اقتصاديات الخليج _ التقييم الإستراتيجي الأمريكي لتطورات الخليج 1997 كبؤرة توتر .

أما سلسلة "أوراق يمنية " فقد تخصصت في المجتمع اليمني المعاصر والقضايا  الأقتصادية الملحة كأزمة العملة اليمنية المنطقة الحرة في عدن وآفاقها والعصبيات وتجلياتها في المجتمع اليمني المعاصر.

ومؤخراً أصدرنا مجلة "قضايا إستراتيجية" وهي مجلة مُحَكَّمَة. ومع أنني أعترف بتقصيرنا في مجال الإعلام والدعاية ناهيك عن مشاكل التوزيع لمثل هذه السلاسل ومشاكل الرقابة في مختلف الدول العربية إلا أنني أعتقد أن المشكلة لا تخصّنا لوحدنا في المركز العربي ولكنها مشكلة الكتاب والقراءة وبشكل أدق مشكلة الكتاب الجاد والدراسات الجادة في عالمنا العربي.

 

س 6 _ قمتم منذ فترة بزيارات للعديد من الدول العربية والأجنبية ..ما طبيعة هذه الزيارات ؟ هل تتعلق بنشاط المركز ؟ وماذا تحقق من اتفاقات وتعاون ؟

ج  6 _ زياراتي لمختلف البلدان العربية تضع في أولوياتها تنشيط عمل المركز العربي ووضع أصحاب القرار ومراكز الدراسات والجامعات بصورة نشاطاتنا وكذلك توصيل نتائج أبحاثنا ودراساتنا وما يفكر به عدد من المفكرين والمثقفين العرب تجاه قضايا أمتهم ….ومن جانب آخر فأني أتشاور معهم بصورة دائمة حول الأوضاع العربية بصورة عامة .

 

س 7_ التقيتم على هامش المؤتمر بالعديد من قيادات الاشتراكي ..هل كان اللقاء مجاملة ؟ أم هو مؤشر على دوركم الفاعل في الحزب كأمين عام ؟ وهل صحيح ما تردد عن موافقتكم على ترشيحكم لرئاسة الاشتراكي ؟

ج 7_ نعم التقيت بعدد من قيادات الحزب الاشتراكي مؤخرا في دمشق بعضهم شارك في مؤتمرنا والبعض الآخر جاء للعلاج أو الاستجمام ..وألتقي بصورة دائمة بمختلف القيادات اليمنية سواء من السلطة أو المعارضة إضافة للعشرات من المواطنين ورجال الأعلام والمسؤولين وفي كل تلك اللقاءات نناقش ونتشاور حول الأوضاع اليمنية ، ولا أرى غبارا في ذلك ، فعلى كل اليمنيين التشاور الدائم حول أوضاع بلدهم ومستقبلهم .. أما العودة لترؤس الحزب الاشتراكي فليس من ضمن أولويات برامجي المستقبلية ، وكنت صرحت سابقا بأن الأمين العام الحالي الأخ علي صالح عباد شخصية قيادية متمرسة بالعمل الحزبي والسياسي وهو قادر على مواصلة مهام قيادة الحزب .

 

س 8_ هل تتوقعون أن يؤثر هذا التوجه الجديد في اقترابكم من الاشتراكي على حساب علاقتكم الحميمة بالرئيس علي عبدالله صالح ؟

ج  8_ لقاءاتي المستمرة بمختلف القوى السياسية اليمنية ومن ضمنهم الحزب الاشتراكي كما صرحت سابقا تصب في مصلحة اليمن ووحدته وأسعى دائما لتعميق الحوار بين مختلف القوى والمساعدة على تفاهم الجميع لما فيه خير اليمن وسعادته ولا أعتقد أن ذلك سيؤثر على أية جهة سلبا ، ناهيكم عن التأثير على الرئيس علي عبدالله صالح الذي عليه أن يرعى كافة الحوارات ويشجعها مع مختلف القوى لتعزيز الوحدة الوطنية وخلق قواسم مشتركة بين الجميع.

 

س 9 _ يقال أنكم تأخذون على أسلوب التعامل مع الحزب الاشتراكي من قبل الحزب الحاكم مثل المضايقات والاتهامات ..هل صحيح ما يقال في هذا الجانب ؟

ج  9 _ في الواقع أنني أتقدم بنصائح وأراء لكل الأطراف الفاعلة في اليمن لاستبعاد المماحكات في العمل السياسي وردود  الأفعال محاولاًً تنقية الأجواء بينهم وصولا كما قلت إلى ثوابت وقواسم مشتركة تعزز الوحدة وتؤسس لعمل سياسي وديمقراطي ناضج تعود نتائجه خيرا على اليمن واليمنيين .

 

س 10_ كان هناك حديث من جانبكم في اكثر من لقاء صحفي رفضكم نشر مذكراتكم ..هل يمكن أن نقول أن هذا الرفض له مبررات خاصة من ضمنها أن هذه المذكرات ربما تتناول بعض أعضاء الحزب الاشتراكي ؟

ج  10_ مذكراتي كما صرحت مرارا جاهزة ولكني أرى أن أي مذكرات يجب أن تنشر للاستفادة منها وللتعرف بصدق على مجريات الأمور في فترة تاريخية معينة بطريقة تسمح بالتقييم الصادق والمجرد من الأهواء بما يساعد الجيل التالي على تجنب المز الق التي وقع فيها من سبقهم والتشبث بإيجابيات التجارب السابقة ولا أعتقد أن الظرف السياسي الحالي في اليمن يساعد على الوصول إلى مثل هذه النتائج المرجوة نظرا للتعقيدات الجمة التي تمر بها مختلف القوى ومهمتنا جميعا في الوقت الحاضر تعزيز الوحدة الوطنية لضمان المسيرة الوحدوية في اليمن .