الرئيس علي ناصر محمد يشارك في ندوة «سيناء بطولات وإنجازات» بمناسبة الذكرى 43 لتحرير سيناء
شارك الرئيس علي ناصر محمد بعد ظهر امس 28 أبريل في ندوة نظمتها منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية تحت عنوان "سيناء بطولات وإنجازات" وذلك بمناسبة الذكرى 43 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي..
تمت الندوة تحت رعاية السفير محمد العرابي رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، وبمشاركة المتحدثون كلّ من اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق واللواء معتز الشرقاوي بطل كلية الصاعقة والباحثة نهلة أحمد حسن ابنة الشهيد أحمد حسن وأدار الحوار الكاتب الصحافي والمؤرخ محمد الشافعي..
وقد ألقى الرئيس كلمة جاء فيها:
كلمة الرئيس علي ناصر محمد في ندوة بعنوان: سيناء بطولات وإنجازات
معالي الدكتور/ محمد العرابي رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية الأكرم.
الأخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشعر بسعادة كاملة لمشاركتي احتفال المنظمة اليوم بذكرى غالية على قلوبنا هي الذكرى الثالثة والأربعين لاستعادة وتحرير سيناء الحبيبة من الاحتلال الإسرائيلي التي توجت انتصار حرب اكتوبر العظيمة التي تجسدت فيها قدرة وإرادة مصر وسوريا والأمة العربية على تحقيق ما اعتبر حينذاك في عداد المستحيل. وحينها وقفت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة موقفاً وطنياً وقومياً بوقف تصدير النفط رداً على العدوان الإسرائيلي وقال حينها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان أن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي.
لقد كان استرداد سيناء عودة الأرض لأصحابها وطيٌّ أبديٌّ لصفحة نكسة مؤقتة صنعها تحالف الكيان الصهيوني التوسعي مع حلفائه الذين يشاركون اليوم في الإبادة الجماعية وتصفية القضية الفلسطينية بالتطهير العرقي الذي تقف مصر شامخة لإفشاله مهما كلفها ذلك من أثمان، كما كانت عبر التاريخ.
أتذكر اللقاء الذي جمعني بالرئيس الراحل القائد جمال عبد الناصر في عام 1970 وكنت حينها وزيراً للدفاع وأشارك في احتفالات الجماهيرية الليبية بذكرى جلاء القوات الأميركية والبريطانية عنها، وحدثني حينها عن العرض الذي قدمه له الأمريكان في عام 1968م بإجلاء إسرائيل من سيناء التي تحتلها مقابل شرط واحد، هو عدم ربطها بمشكلة بقية الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها الأراضي الفلسطينية، وأنه رفض ذلك، رغم الخسائر التي منيت بها مصر في الحرب، ومن جراء إغلاق قناة السويس، وتهجير مواطني منطقة القناة، وإغلاق المصانع فيها وخسارة مناجم سيناء، وبترول أبو رديس، وما ترتب عن ذلك من مضاعفة ميزانية الجيش وازدياد أعباء الحرب وكلفتها.
إن استعادة سيناء تتويجاً لنصر أكتوبر العظيم الذي بدأ باقتحام الجيش العربي المصري خط بارليف وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر. في تلك الحرب التحريرية سطرت مصر وسوريا وأمتنا العربية أروع صور التضامن الفعلي والوحدة التي نحن اليوم أشد حاجة لها.
إن ذكرى حرب أكتوبر المجيدة لا تنفصل عن ذكرى تحرير سيناء التي مكنت مصر من استعادة جزء غالٍ من وطنها ووطننا العربي.
جميعنا يعرف بأن ماحققته إسرائيل من انتصار مؤقت لم يتم بإمكانياتها العسكرية وحدها، بل بدعم فعلي من حليفتيها اللتان تدعمان اليوم حربها على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة والقدس الشريف.
في هذه المناسبة الأكثر من سعيدة يشرفني أن أقدم أطيب التهاني لشعب وجيش وحكومة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يقود عملية تغيير تنموي ماكان ليتحقق بدون نصر اكتوبر واستعادة سيناء.
وفي هذه المناسبة اسمحوا لي بأن أذكركم بالتلاحم العربي في تلك الفترة عندما قامت جمهورية اليمن الديمقراطية بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية بإغلاق مضيق باب المندب، البوابة الاستراتيجية في جنوب البحر الأحمر الذي كان له إسهامه المهم في تضييق الخناق العسكري والاقتصادي على إسرائيل في لحظة حربية مفصلية.
لقد كانت اليمن بشمالها وجنوبها التي تدين بالكثير لمصر لدعمها السخي لثورتيها سبتمبر 1962 واكتوبر 1963 كانت مع مصر ولاتزال. وعندما تم إحباط عملية تجسس صهيونية في صنعاء والحديدة لم تفكر صنعاء سوى بتسليم الجاسوس الصهيوني (باروخ زكي مزراحي) إلا إلى مصر. كان ذلك الجاسوس يصور مواقع عسكرية في البحر الأحمر تسهل للعدو العدوان على مصر من جنوب البحر الأحمر وكان مزراحي يقود شبكة جاسوسية تتكون من ثمانية مواطنين يمنيين وثلاثة أجانب.
أيها الأخوة أيتها الأخوات:
إن التضامن العربي في وجه التحديات درس تاريخي عظيم أتمنى ألا يتوقف عند حرب أكتوبر، بل يتواصل وخاصة في مرحلتنا الحالية الخطيرة التي يريد بها رئيس وزراء دولة الاحتلال تغيير خارطة الشرق الاوسط بما يخدم الإيديولجية الصهيونية التوسعية التي لا تقف مطامعها عند فلسطين، بل من النيل الى الفرات. إن قوتنا تكمن في تضامننا الفعلي وتضحياتنا المشتركة ووحدتنا.
إن المخاطر التي تتهدد أمتنا كلها جراء سياسات إسرائيل واعتداءتها على فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان واليمن تؤثر أول ماتؤثر على مصر وأمنها القومي وجغرافية مصر المعلومة لنا جميعاً. وهذا هو ما تعيه القيادة السياسية في مصر التي أعلنت منذ بداية العدوان الصهيوني في 7 اكتوبر 2023 وحتى خطاب الرئيس السيسي في 25 أبريل الجاري بمناسبة الذكرى ال 43 لتحرير سيناء من رجس الاحتلال الصهيوني رفض سياسة التطهير العرقي لسكان غزة إلى خارجها.
وبهذه المناسبة أدعو كل العرب إلى دعم مصر والرئيس السيسي الذي رفض الإملاءات والتهجير والتطهير العرقي وحدد بوصلة واضحة لإعادة إعمار غزة تبقي الفلسطيني في وطنه وتصون قضية فلسطين من العبث الصهيوني بها وتصفيتها.
واليوم، ونحن نحتفل بهذا النصر العظيم أود التذكير بأن وطني اليمن يمرُّ بحربٍ دخلت عامها الحادي عشر ويعيش ظروفاً صعبة ويواجه تحديات مصيرية كبرى ومن هذا المنبر أدعو كل الأطراف اليمنية إلى الاحتكام للحوار اليمني – اليمني الذي لا يستثني ولا يقصي أحداً وعقد مؤتمر سلام في اليمن ينبثق عنه رؤية وطنية وحدوية لاستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد وبرلمان واحد..
عاشت مصر حرة أبية، وعاش الشعب العربي من المحيط الي الخليج حراً أبياً موحد الكلمة، والسياسة، والفعل والمصير.